كتاب نفحات حب من سورة يوسف

كتاب نفحات حب من سورة يوسف #korankarim54
نفحات قميص سيدنا يوسف عليه السلام
سورة يوسف نزلت في عام الحزن .. هي السورة الوحيدة في القرآن ، التي تقص قصة كاملة بكل فصولها .. لذلك قال الله تعالى عنها : أنه سيقص على النبي ( صلى الله عليه واله و سلم ) ” أحْسنَ القَصَص ” .
وهي أحسن القصص بالفعل كما يقول علماء الأدب ، وخاصة المتخصصين في علم القصة .. فهي تبدأ بحلم ، وتنتهي بتفسير هذا الحلم ..

من الطريف أن(قميص سيدنا  يوسف ) :
– استُخدم كأداة براءة لإخوته .. فدل على خيانتهم .
– ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز فبرَّأه ..!!
– ثم استخدم للبشارة .. فأعاد الله تعالى به بصر والده ..
.
الهدف الاسمي بروح العطاء الرباني ..جاء في آخر سطر من القصة وهو :
– إنَّهُ مَن يتَّقِ و يَصبر، فإنَّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ المُحسِنين ||
فالمحور الأساسي للقصة هو :
– ثق في تدبير الله .
– اصبر .
– لا تيأَس .

الملاحظ أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة .. مفادها أن الشيء الجميل ، قد تكون نهايته سيئة والعكس ..!
– فيوسف أبوه يحبه ، وهو شيء جميل ، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في البئر ..!
– ثم الإلقاء في البئرشيء فظيع .. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز ..!
– ثم الإكرام في بيت العزيز شيء رائع .. فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن ..!
– ثم أن دخول السجن شيءٌ بَشِع .. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر ..!

الهدف من ذلك :
– أن ننتبه ، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك .. فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء .. وفق عِلمه وحِكمته .سلم أمرك لله
– فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها فلا تيأس ولا تتذمَّر .. بل ثِق في تدبير الله ، فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور ..

كما يفيد ذلك :
– أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أو العكس.

العجيب أنك في هذه السورة ، لا تجد ملامح يوسف النبي ، بل تجدها في سورة ” غافر ” .
– أما هنا فقد جاءت ملامح سيدنا يوسف الإنسان .. الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح .
– وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح رغم واقعه المرير .
هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس .
– قال تعالى :
“فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوا نَجِيَّا  (٨٠ )
-ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله .. إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (٨٧)
-حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (١١٠)
– وكأنها تقول لك أيُّها الانسان :
• إن اللهَ قادر .• فلِمَ اليأس ؟
إن سيدنا يوسف رغم كل ظروفه الصعبة ، لم ييأس ولم يفقد الأمل . . فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة :
– في الدنيا : حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك ، أن يُصبح عزيز مصر ..
– وفي الآخرة : حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح ..

لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه واله و سلم في أشد أوقات الضيق وهو على وشك الهجرة وفراق مكة ..

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ